عن أبي عبد اللّه ، عن آبائه عليهمالسلام، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة وبين يديَّ قنبر ، فإذا إبليس قد أقبل ، فقلت : بئس الشيخ أنت ، فقال : لِمَ تقول هذا ياأمير المؤمنين؟ فواللّه لاُحدّثنّك بحديث عنّي عن اللّه عزّوجلّ ما بيننا ثالث :
إنّه لمّا هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت : الهي وسيدي ما أحسبك خلقت من هو أشقى منّي ، فأوحى اللّه تعالى إليّ ؛ بلى قد خلقت من هو أشقى منك ، فانطلق إلى مالك يريكه ، فانطلقت إلى مالك فقلت : السلام يقرء عليك السلام ويقول : أرني من هو أشقى منّي ، فانطلق بي مالك إلى النار ، فرفع الطبق الأعلى ، فخرجت نار سوداء ظننت انّها قد أكلتني وأكلت مالكا فقال لها : اهدئي ، فهدأت ، ثم إنطلق بي إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشدّ من تلك سوادا وأشد حمى ، فقال لها : إخمدي ، فخمدت ، إلى ان إنطلق بي إلى السابع وكل نار تخرج من طبق هي أشد من الاُولى ، فخرجت نار ظننت إنها قد أكلتني وأكلت مالكا وجميع ما خلقه اللّه عزّوجلّ فوضعت يدي على عيني وقلت : مرها يا مالك تخمد وإلاّ خمدت ، فقال : إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم ، فأمرها فخمدت ،فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلّقين بها إلى فوق وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها ، فقلت : يامالك من هذان ؟ فقال : أو ما قرأت على ساق العرش ـ وكنت قبل قرأته قبل أن يخلق اللّه الدنيا بألفي عام ـ : «لا إله إلاّ اللّه ، محمد رسول اللّه أيدته ونصرته بعليّ» فقال : هذان عدّوا اُولئك وظالماهم