بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صَلِّ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم يا كريم
في ذكرى وفاة أم المصائب (عليها السلام)،
نتقدم بأحر التعازي إلى:
سيد الأنبياء و المرسلين (صلى الله عليه و آله و سلم)
و إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
و إلى مولاتنا الزهراء (عليها السلام)
و إلى سيدا شباب أهل الجنة (عليهما السلام)
و إلى جميع أئمتنا الأطهار (عليهم السلام)
و إلى مولانا صاحب الزمان (سلام الله عليه)
و إلى جميع علمائنا الكرام
و إلى الأمة الإسلامية ..
عظم الله أجورنا و أجوركم بمصاب هذه الصابرة التقية الورعة
التي لازلنا نستسقي منها الكثير من الدروس و العبر ..
ولدت زينب (عليها السلام) بالمدينة المنورة في 5 جمادي الأول سنة 5 هـ
توفيت في 15 من رجب سنة 62 هـ
اختلف محل دفنها:
اما في الشام أو مصر أو المدينة
بشأن تسميتها:
هبط جبرائيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه و آله) و أقرأه السلام
من الله الجليل و قال له:
سم هذه المولودة " زينب"، فقد اختار الله لها هذا الإسم ..
ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب، فبكى النبي (صلى الله عليه و آله)،
و قال: { من بكى على مصاب هذه البنت، كان كمن بكى على أخويها الحسن و الحسين } عليهما السلام ..
"زينب" في اللغة:
شجر حسن المنظر طيب الرائحة
يتكون اسم "زينب" من:
(زين أب)، يعني زينة أبيها؛
كما أن الزهراء (عليها السلام) ام أبيها
فكان اسم زينب بعد سقوط الالف لكثرة الإستعمال
و كانت عليها السلام بإيمانها و تقواها و علمها و فضلها زينة و فخراً في التاريخ؛
لأبيها أمير المؤمنين (عليه السلام)، بل لأهل البيت أجمعين (عليهم السلام) ..
من أسرار اسم "زينب" (عليها السلام):
أن كل حرف من حروف الهجاء الأربعة لإسمها يرمز إلى عظيم من العظماء
و يشير إليه و ينبئ عن أنها قد ورثت العظمة منهم
فكانت خير وارث لمحاسنهم و الخلف الصالح لهم و الدليل الصادق على مآثرهم ..
ز/: يرمز لأمها الزهراء (عليها السلام)،
لما ورثته منها من الصبر و الصمود و العفة و التضحية و الفداء ..
ي/: يرمز لأبيها علي (عليه السلام)،
لما ورثته منه من الشجاعة و الشهامة و الحلم و العلم و البلاغة ..
ن/: يرمز لأخويها الحسن و الحسين (عليهما السلام)،
لما روثته منهما من فضائل و مكارم و أخلاق و أدب ..
ب/: يرمز لجدها النبي (صلى الله عليه و آله)،
لما ورثته من عز و شرف و سؤدد و سيادة ..
ألقاب السيدة زينب (عليها السلام):
اللقب هو: ما يسمى به الإنسان بعد اسمه العلم، من لفظ يدل
على على المدح أو الذم ..
ولما كانت هذه السيدة المباركة جامعة لكل الفضائل الحميدة و الصفات الخيرة،
كان البيان عاجزاً و القلم قاصراً عن ذكر قليل من كثير مما اتصفت به من الفضائل و المناقب، فالمدح في حقها (عليها السلام) يكون كما قال الشاعر:
<< ألا إن ثوباً خيط نسج تسع ،، و عشرين حرفاً من معاليه قاصر >>
سميت بـ(أم المصائب)، لما شهدته من:
مصيبة وفاة جدها (صلى الله عليه و آله)،
و مصيبة شهادة أمها الزهراء (عليها السلام)،
و شهادة أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام)،
و مصيبة أخيها الحسن (عليه السلام)،
ثم عاشت ملحمة الطف و شهدت المصيبة العظمى و هي شهادة أخيها الحسين (عليه السلام) ..
سميت بـ(العقيلة):
أي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها
عقيلة حيدر عقيلة قريش العقيلة الكبرى عقيلة الطالبيين
عقيلة بني هاشم عقيلة خدر الرسالة
الحوراءالعابدةالزاهدةالمسبيةالفاضلةالكاملةالصابرةالعاقلة
المخبرةالبليغةالمحدثةالباكيةالموثقةالعارفةالوحيدةالغريبة
الأسيرةالوديعةالشجاعةالمظلومة
قرينة النوائبكعبة الرزاياسر أبيهابطلة كربلاءربيبة الفضلكفيلة السجاد
كعبة الأحزانعقيلة الوحينائبة الزهراءعابدة آل عليكافلة الأيتامشقيقة الحسن
الصديقة الصغرىمحبوبة المصطفىولية الله العظمىالآمرة بالمعروفالممتحنة الصابرة
المجاهدة المحتسبةالغيورة على الدينالراضية بالقدر و القضاء الخالصة في المودةقرة عين المرتضى
العالمة غير المعلمةالفاهمة غير المفهمةشمسة قلادة الجلالةنجمة سماء النبالة
المعصومة الصغرىناموس رواق العظمةربيبة الوحي و القرآنصاحبة النيابة الخاصة
رضيعة الولاية و الرسالةشريكة الحسين سيد الشهداءأول ابنة لقسيم الجنة و النار
من معجزات و كرامات الحوراء زينب (عليها السلام):
معجزة تسخير الأسد لها:
قال الفاضل في (كتاب الأسرار):
لما قتل الحسين (عليه السلام)، أمر عمر بن سعد لعنه الله أن تطأ الخيل عليه غداً،
فسمعته جارية الحسين (عليه السلام)، فحكت لزينب، فقالت (سلام الله عليها):
سمعت أن في هذه الجزيرة اسداً، فإمضي إليه فقولي له:
إن عسكر ابن سعد يريدون غداً أن يطئوا بخيولهم ابن رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فهل أنت تاركهم؟
فلما مضت إليه الجارية و قالت للأسد ما قالته زينب، إلى قولها: فهل أنت تاركهم؟
أشار الأسد برأسه: لا ..
فلما كان الغد أقبل الأسد يأزُّ أزّا، و العسكر واقف، فظن ابن سعد أنه
جاء ياكل من لحوم الموتى، فقال: دعوه نرى ما يصنع، فأقبل الأسد يدور حول القتلى حتى وقف على جسد الحسين (عليه السلام)،
فوضع يده على صدره، و جعل يمرغ خده بدمه و يبكي، فلم يجسر أحد ان يقربه.
فقال ابن سعد: فتنة فلا تهيجوها، فانصرفوا عنه.
كرامة استجابة دعواتها:
قال أبو إسحاق الإسفرائيني في كتاب (نور العين في مشهد الحسين):
روي عن زينب أخت الحسين (عليهما السلام) عند هجوم القوم على الخيام أنها قالت:
دخل علينا رجال و فيهم رجل ازرق العيون، فأخذ كل ما كان في خيمتنا
التي كنا مجتمعين فيها، إلى أن قالت: فقلت له:
قطع الله يديك و رجليك، و أذاقك الله النار في الدنيا قبل الآخرة.
قال: فما كان إلا قليل حتى ظهر (المختار الثقفي) طالباً بثأر الحسين (عليه السلام)،
فوقع في يده ذلك الرجل -و هو خولي بن زيد الأصبحي-، فسأله المختار:
ما فعلت بعد قتل الحسين؟
فذكر أفعاله التي فعلها، و ذكر دعاء زينب عليه، فقطع المختار يديه و رجليه و أحرقه بالنار.
و هكذا هي دعوات عقيلة بني هاشم (سلام الله عليها)، تذيب الصخر و تفتك بالظالم ..
و لها عدة كرامات في شفاء المرضى و قضاء الحوائج حين اللجوء إليها (سلام الله عليها) ..
و نتساءل هنا .. إن كانت دعوات (القلب المحروق) الصادرة من زينب
(ذات العصمة الصغرى)، تبيد هكذا الأحياء و الجمادات!!
فماذا ستفعل الدعوات الصادرة من القلب (المجروح الغاضب) لأمها الزهراء؟!
و هي صاحبة (العصمة الكبرى)، و غضبها من غضب رسول الله (صلى الله عليه و آله)
و غضب رسول الله من غضب الرب المنتقم الجبار!
و صلى الله على محمد و آله الطاهرين ..
منقول من جوالي بلاك بيري من برود كاست (قرب المعراج) -أسرة المعراج الولائية- ..
نسألكم الدعاء ..